إذا كنت موقنًا بعبارة: ” لا تيأس”،
فيمكنك أن تكون من أثرياء العالم الذين يُشار إليهم بالبنان. وتأكيدًا لذلك، نستعرض معًا قصص نجاح بلغ أصحابها القمة في عالم الأعمال، بدأوا رحلاتهم من الصفر، ثم أثبتوا جدارتهم في تحدي الظروف، واجتياز الصعاب؛ حتى وصلوا إلى القمة.
#حصة العبدالله
وجدت السعودية “حصة العبدالله” نفسها تعيش وحيدة في بيئة شعبية محافظة، وظروف اقتصادية صعبة، بعد وفاة والدها وهي في سن الـ 15 عامًا، علاوة على أنها كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب.
لم يترك والدها سوى منزلين بسيطين، فكيف حولت تلك الطفلة كافة مظاهر الضعف والبؤس إلى خطوات وثابة نحو مستقبل مشرق؟.
أجرت حصة المنزلين، وظلت تحتفظ بريعهما؛ حتى كونت مبلغًا ضخمًا مكنها من شراء منازل أخرى، استثمرتها أيضًا.
وعقب حدوث الطفرة العقارية في المملكة، توسعت “حصة” في شراء بنايات كاملة؛ حتى صارت مالكة لسلسلة بنايات في الرياض، ومكة، والمدينة، كانت تدر عليها ملايين الريالات.
كان من الممكن أن تكتفي “حصة” بتأجير المنزلين اللذين ورثتهما عن أبيها وتكتفي بما يأتيها من ريعهما ، لكنَّ اليتيمة الأمية كان لها طموح مكَّنَها من أن تصبح أحد أبرز العاملين في قطاع العقارات في المملكة، وبأقل الإمكانات ودون اللجوء للبنوك.
#مايكل روبين
مرت رياضة التزلج على الجليد بفترة ركود، أدت إلى خسارة المشروع الجديد لـ “مايكل روبين”- ذلك الصبي البالغ من العمر 16 عامًا- والذي كان متجرًا لبيع أدوات ومعدات التزلج على الجليد؛ ما أدى إلى وصول مديونيته إلى 120 ألف دولار!.
وفي ظل هذا الوضع المحزن ، لم ييأس الصبي، بل قرر إحياء مشروعه مرة أخرى، فلجأ إلى مزيد من الاقتراض؛ حتى بلغت ديونه 200 ألف دولار، ثم بحث عن عروض وصفقات مميزة – كانت كثيرة في ذاك الوقت بسبب كساد تلك التجارة- فوجد عرضًا مكَّنَه من شراء معدات تزلج قيمتها 200 ألف دولار، بسعر 17 ألف دولار فقط.
أخذ “روبين” في بيع المعدات بمبالغ متوسطة، فجمع خلال شهر 75 ألف دولار، فسدد جزءًا من ديونه، ثم اشترى المزيد من المعدات ذات الجودة المتوسطة ليبيعها بأسعار أقل، ووتيرة أسرع.
ترك الصبي دراسته، وعكف على تنفيذ خطته التي حققت نجاحًا مبهرًا في ظل الفترة الصعبة التي عصفت بتلك التجارة، وحينما بلغ الـ 22 عامًا، أطلق علامته التجارية الخاصة Yukon””، فحقق على إثرها ملايين الدولارات، وسدد كافة ديونه .
وسَّع “روبين” أعماله في التسعينيات بشراء حصص في بعض الشركات الرياضية، ثم وحَّد جميع أنشطته تحت مسمى “جلوبال سبورتس”، فصار – وهو ابن الـ 41 عامًا-أحد أبرز أغنياء العالم، بثروة بلغت 2.7 مليار دولار.
أيكيا
كان الطفل “إينغفار” يساعد أسرته الفقيرة؛ ببيع أعواد الثقاب لأهل قريته الصغيرة الواقعة جنوب السويد، ثم بدأ يشتري بعض الأعواد الجيدة من العاصمة “ستوكهولم” وبيعها بأسعار متوسطة.
منذ ذلك الوقت، استقر في ذهن الطفل ذي القدرات والإمكانات المحدودة، حلمه الأكبر في افتتاح شركة تجارية.
مرت الأعوام، وبدأ “إينغفار” يعمل في تجارة الأسماك بنفس الكيفية المعتمدة على بيع منتجات رخيصة بأسعار بسيطة، ثم منتجات أكثر جودة بأسعار أكبر، ثم دخل في تجارة أشجار الزينة، ثم الأقلام بكافة أنواعها.
تمكن الشاب- عبر عمله في مجالات مختلفة- من جمع مبلغ كبير من المال،وبحلول عام 1943، قرر إنشاء مؤسسته الخاصة “IKEA”، وهي الحروف الأولى لاسمه، واسمي قريته ومزرعته التي ولد فيها.
اعتمد روبين في البداية على بيع وتوزيع منتجات الشركة- التي كانت مقتصرة على الأقلام والولاعات وإطارات الصور- عن طريق عربة لتوزيع الحليب؛ إذ لم تكن لديه الإمكانيات الكافية لشراء وسائل نقل مخصصة لهذا الغرض.
في عام 1950، قرر “إينغفار” اقتحام مجال الأثاث، بتصنيع أخشاب الغابات القريبة من قريته بأيادٍ محلية، فتخصص في هذا المجال دون غيره؛ ما أدى إلى تحسين جودة الصناعة وزيادة معدلات البيع.
اعتمد “إينغفار” على أسعار معقولة تناسب كافة الطبقات، ليفتتح بعد عامين أول معرض لمنتجات “IKEA” في السويد؛ حيث لاقى إقبالًا كبيرًا.
في عام 1955، بدأ “إينغفار” خطواته التوسعية بافتتاح عدة فروع لشركته داخل وخارج السويد؛ فزادت المبيعات والأرباح، ثم تعاقد مع مصممين محترفين من ذوي القدرات الإبداعية في تصميم أنواع الأثاث والمفروشات المختلفة.
أدى النجاح الضخم الذي حققته IKEA إلى افتتاح فروع للشركة في كل من: النرويج، وسويسرا وألمانيا والسويد، ثم كندا واستراليا، ثم كل دول العالم.
وفي عام 2008، صُنف إينغفار أغنى رجل في أوروبا، ورابع أغنى رجل في العالم.
#الخلاصة:
لا توجد أسباب تحول دون تحقيق هدفك؛ فها هي الظروف قد تنوعت ما بين فقر مُدقِع، وأميَّة ويُتْم، وظروف مالية صعبة وصلت إلى حد الاستدانة بمبالغ طائلة، لكنها جميعًا سطرت بدايات النجاح لأشخاص أصروا على عدم الاستسلام، بل والقتال حتى حققوا طموحاتهم.