في كل محنة منحة”
حكمة شهيرة ينبغي على رائد الأعمال الاستفادة منها؛ ليعرف كيف يكتشف المنحة في قلب المحنة، وكيف يخرج النور من قلب الظلام، وكيف يحول الألم إلى أمل يرسم الغد المشرق؟..فكيف استفاد رواد الأعمال الناجحون من هذه الحكمة، ودخلوا نادي الأثرياء العالمي ؟# إيان ليبولد.
.. ومشروع Campus concepts لم يكتفِ الأستاذ الجامعي المشرف على بحث “إيان ليبولد” -الملتحق بجامعة هوبرت الأمريكية- برفض مشروع تخرجه فقط، بل وتسبب أيضًا في رسوبه ومنعه من التخرج! كانت فكرة مشروع “ليبولد” تقوم على تنفيذ دليل مجاني للتسوق والترفيه لطلاب الجامعات، مقابل أرباح من المعلنين في المجلة. كان “إيان ليبولد” واثقًا في نجاح فكرته عند تطبيقها؛ لتطلع الشباب في هذه المرحلة العمرية إلى الترفيه والسفر والتسوق، فأصر على تنفيذ رؤيته بتدشين شركة افتراضية، أطلق عليها اسم Campus concepts، برأس مال بسيط بلغ 48 دولارًا فقط. عين “ليبولد” بعض زملائه في قسم المبيعات؛ لجذب المعلنين مقابل منحهم عمولة، وأصدر أول دليل مطبوع عام 1986 في جامعته، فحقق من خلاله صافي أرباح بلغت ألف دولار، ثم على مدار عامين حقق الدليل عوائد بقيمة 75 ألف دولار، ثم ربع مليون دولار عام 1990. من هنا، قرر الشاب ليبولد توسيع نشاط شركته؛ ليستهدف مزيدًا من الجامعات، حتى وصل إجمالي عوائد الشركة عام 1998 إلى 10 ملايين دولار بوصول الدليل إلى نحو 3 ملايين طالب جامعي، ثم تم تطبيق الفكرة في بلدان أخرى؛ لتنضم الشركة إلى شركات عالمية كبرى. هكذا تحولت محنة الشاب الجامعي -الذي قوبل بالرفض ثم الرسوب ظلمًا- إلى منحة عظيمة، بعدما أولى لفكرته اهتمامًا مضاعفًا وعملًا مكثفًا لإثبات مدى جدواها.
# والاس جونسون.
.. أكبر سلسلة فنادق عالمية قضى والاس جونسون جل حياته -منذ أن كان طفلًا- عاملًا في ورشة صغيرة لنشر الأخشاب، كانت مصدر رزقه الوحيد؛ حتى بلغ من العمر 40 عامًا؛ ليفاجأ بقرار فصله النهائي من العمل!. كان الخبر بمثابة الصاعقة التي وقعت على جونسون؛ فعاش بعدها أسوأ أيام حياته؛ إذ ضاع مصدر رزقه الوحيد الذي لا يعرف شيئًا سواه، وكان يعتمد عليه كليًا في الإنفاق على نفسه وزوجته. مرت الأيام ولم يجد جونسون سوى رهن بيته المتواضع الذي يعيش فيه، مقابل قيامه ببناء منزلين صغيرين، معتمدًا في ذلك على خبرته الكبيرة التي اكتسبها من عمله بالورشة. كان المنزلان بمثابة فاتحة خير؛ إذ تمكن جونسون من بنائهما على أكمل وجه؛ ما أدى إلى سرعة بيعمها، واسترداد قيمة الرهان. من هنا، ذاع صيت جونسون في مجال البناء، وانهالت عليه عروض المقاولات لبناء مزيد من المنازل. وفي غضون خمس سنوات فقط، تمكن من جنى مئات الآلاف من الدولارات بعد بنائه الكثير من المنازل الصغيرة الفريدة من نوعها. وجاءت النقلة الكبرى، حينما قرر جونسون بناء أول فرع لفندق Holiday Inn، الذي صار الآن أحد أكبر سلاسل الفنادق العالمية المتواجدة في كافة أنحاء العالم. هكذا كان فصل “جونسون” من العمل البداية الفعلية لاقتحامه عالم ملئ بالنجاح والشهرة والرفاهية.
#جان كوم..وتطبيق Whatsapp.
حينما بلغ جان كوم -الذي ولد في قرية متواضعة بأوكرانيا- السادسة عشر من عمره، انتقل مع والدته إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ ليقيما في كاليفورنيا، ويتخلصا من الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية في بلادهما في ذلك الوقت. وبإعانة الحكومة الأمريكية للاجئين، حصل على منزل صغير من غرفتين، ثم عمل في تنظيف أرضية محل بقالة، وعملت أمه جليسة للأطفال. لم يمض وقت طويل حتى أصيبت الأم بالسرطان الذي أودى بحياتها لاحقًا، التحق بعدها جان بالمدرسة بدعم إضافي من الحكومة الأمريكية، وكان مولعًا بمجال التقنية، فعمل على استعارة الكتب لتعلم علم الشبكات ذاتيًا. في نهاية التسعينيات التحق جان بشركة ياهو، ثم في عام 2007 تقدم- برفقة زميله في العمل – إلى شركة فيس بوك، ثم تويتر، فقوبل طلباهما بالرفض بحجة عدم كفاءتهما. بعد عامين، فكر الصديقان في إطلاق تطبيق جديد وسريع ومجاني للدردرشة، أفضل من خدمات الرسائل النصية المكلفة،فعكفا على تطوير الفكرة، حتى تم إنجاز التطبيق الذي أطلقا عليه اسم Whatsapp . في غضون خمس سنوات، حقق Whatsapp نجاحًا مبهرًا؛ إذ وصل عدد مستخدميه لأكثر من 450 مليون مشترك حول العالم، وبلغت قيمته 7 مليارات دولار؛ ما دفع شركة “فيس بوك” للتقدم بعرض لشرائه، رفضه الصديقان. زاد افقبال على Whatsapp حتى بلغت قيمته 19 مليار دولار، وحينها تم عقد الصفقة مع فيس بوك. هكذا أُدرج اسم اللاجئ الأوكراني الفقير “جان كوم” في قائمة أثرياء العالم وهو في سن الـ 37، ليس هذا فحسب، بل أجبر كبرى الشركة التي رفضت انضمامه لفريق عملها بحجة عدم كفاءته، إلى أن تبرم معه أكبر صفقة في عالم التقنية في ذلك الوقت.