رحال العرب ابن بطوطه
أبو عبد الله محمد ابن بطوطة، هو أحد علماء المسلمين والرحالة المغربيين. وهو معروف بـ كتابه المسمى (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) عن ترحاله و تجواله.
إستمرت رحلاته لـ حوالي ثلاثين عاماً. و غطت رحلاته تقريباً العالم الإسلامي المعروف كله و خارجه، و إمتدت من شمال أفريقيا و غرب أفريقيا و جنوب أوروبا و شرق أوروبا في الغرب، إلى الشرق الأوسط و شبه القارة الهندية و آسيا الوسطى و جنوب شرق آسيا و الصين في الشرق، و هذه المسافة تفوق بكثير ما قام به أجداده. و بعد سفره عاد إلى المغرب، و قدم رواية خبرته لـ (إبن جزي).
نشأته و حياته العملية :
أبو عبد الله محمد ابن بطوطة، مولود في (طنجة)، (المغرب)، في يوم 24 فبراير عام 1304 ميلادياً (703 هجرياً) في عهد الدولة المرينية. و كان معروف بإسم (شمس الدين).
و كانت عائلته من أصل بربري، و عندهم تقليداً أو عادة بأن يقوموا بالخدمة كـ (قضاة).
و بعد تلقيه التعليم في الشريعة الإسلامية، قرر أن يسافر. و غادر منزله في شهر يونيو عام 1325 ميلادياً، و عندما كان عمره واحد و عشرين عاماً، إنطلق من مدينة ميلاده إلى (الحج) في مكة المكرمة، و هذه الرحلة إستمرت 16 شهراً.
و لم يعود إلى المغرب لمدة 24 سنة على الأقل بعد هذا الوقت. وكانت رحلته في الغالب عن طريق البر.
و حتى لا يتعرض لـ خطر الهجوم، كان يقوم بـ الإنضمام الى قافلة. و في مدينة صفاقس، تزوج. و نجا من حروب، و تحطم سفن، و حالات تمرد.
رحلات إبن بطوطة :
بدأ رحلته الأولى عن طريق استكشاف أراضي الشرق الأوسط. و بعد ذلك أبحر في البحر الأحمر إلى مكة المكرمة. و قام بـ عبور الصحراء العربية الضخمة و سافر إلى العراق و إيران.
و في عام 1330، أبحر مرة في البحر الأحمر إلى عدن و بعد ذلك إلى تنزانيا. ثم في عام 1332، قرر إبن بطوطة الذهاب إلى الهند. و تم إستقباله بترحاب و إخلاص من سلطان (دلهي). و هناك تم إعطائه وظيفة (قاضي). و ظل في الهند لمدة 8 سنوات ثم غادر إلى الصين.
إبن بطوطة غادر لـ مغامرة أخرى في عام 1352. ثم ذهب جنوباً، و عبر الصحراء، و زار مملكة مالي الأفريقية.
و في النهاية، عاد إلى الوطن في طنجة في عام 1355. و الكثير من الناس لم يستطيعوا التصديق بأن إبن بطوطة زار جميع هذه الأماكن التي وصفها. و قالوا أنه من أجل أن يقدم وصف شامل عن كل هذه الأماكن في العالم الإسلامي في هذا الوقت القصير، فلابد أنه إعتمد على المعلومات التي سمعها و إستغل خبرات الرحالة السابقين.
إبن بطوطة غالباً ما كان يعاني من (صدمة ثقافية) في المناطق التي زارها. حيث أن عادات و تقاليد الناس الذي رآهم، لم يتناسبوا مع خلفيته الإسلامية السُنِّية .
و من بين الأتراك و المغول، فوجئ إبن بطوطة بطريقة تصرفات النساء. حيث كانت لهم حرية التعبير عن الرأي. و شعر أيضاً أن عادات الملابس في (جزر المالديف) و بعض المناطق الموجودة في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا كانت كاشفة للجسم جداً.
الوفاة :
بعد إكتمال رحلة ابن بطوطة في عام 1355، لم يكن معروف إلا القليل عن حياته. و تم تعيينه قاضياً في المغرب و توفي في عام 1368.
ومع ذلك ، فإن كتابه (رحلة إبن بطوطة، أو تحفة النظار في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار) يوفر معلومات هامة عن العديد من المناطق في العالم في القرن الـ 14.